(فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) فشواه ، وقرّبه منهم وقال : (أَلا تَأْكُلُونَ؟) وحين امتنعوا عن الأكل :
(فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)
توهّم أنهم لصوص فقالوا له : (لا تَخَفْ).
(وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) : أي بشّروه بالولد ، وببقاء هذا الولد إلى أن يصير عليما ؛ والعليم مبالغة من العلم ، وإنما يصير عليما بعد كبره.
(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩))
(فِي صَرَّةٍ) أي في صيحة شديدة ، (فَصَكَّتْ وَجْهَها) أي فضربت وجهها بيدها كفعل النساء (وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) : أي أنا عجوز عقيم. وقيل : إنها يومها كانت ابنة ثمان وتسعين سنة ، وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة.
(قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠))
أي قلنا لك كما قال ربّك لنا ، وأن نخبرك أنّ الله هو المحكم لأفعاله ، (الْعَلِيمُ) الذي لا يخفى عليه شىء (١)
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١))
سألهم : ما شأنكم؟ وما أمركم؟ وبماذا أرسلتم؟
(قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣)
__________________
(١) روى أن جبريل قال لها حين استبعدت : انظري إلى سقف بيتك ، فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة.