عنه ـ سبحانه ـ هنيئا ، وقوم يصير لهم ذلك هنيا ليّنا وهم بمشهد منه :
فاشرب على وجهها كغرّتها |
|
مدامة في الكئوس كالشّرر |
(مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠))
يظلّون في سرور وحبور ، ونصيب من الأنس موفور.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)
يكمل عليهم سرورهم بأن يلحق بهم ذرّياتهم ؛ فإنّ الانفراد بالنعمة عمّن القلب مشتغل به من الأهل والولد والذرية يوجب تنغص العيش.
وكذلك كلّ من قلب الولىّ يلاحظه من صديق وقريب ، ووليّ وخادم ، قال تعالى فى قصة يوسف : (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) وفي هذا المعنى قالوا :
إنّى على جفواتها ـ فبربّها |
|
وبكلّ متّصل بها متوسّل |
لأحبها ، وأحبّ منزلها الذي |
|
نزلت به وأحب أهل المنزل |
(وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)
أي ما أنقصنا من أجورهم من شىء بل وفينا ووفّرنا. وفي الابتداء نحن أولينا وزدنا على ما أعطينا.