قوله جل ذكره : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ)
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) : هاهنا تمام الكلام ـ أي فأعرض عنهم ، وهذا قبل الأمر بالقتال. ثم استأنف الكلام : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ ...) والجواب : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) ـ أراد به يوم القيامة.
ومعنى (نُكُرٍ) : أي شىء ينكرونه (بهوله وفظاعته) (١) وهو يوم البعث والحشر.
وقوله : (خُشَّعاً) منصوب على الحال ، أي يخرجون من الأجداث ـ وهي القبور ـ خاشعى الأبصار.
(... كأنهم جراد منتشر مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨))
كأنهم كالجراد لكثرتهم وتفرقهم ، (مُهْطِعِينَ) : أي مديمى النظر إلى الداعي ـ وهو إسرافيل.
(يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) : لتوالى الشدائد التي فيه.
قوله جل ذكره : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١))
كذب قوم نوح نبيّهم ، وقالوا : إنه مجنون ، وزجروه وشتموه.
وقيل : (ازْدُجِرَ) : أي استطار عقله ، أي قوم نوح قالوا له ذلك.
فدعا ربّه فقال : إنى مغلوب ؛ أي بتسلّط قومى عليّ ؛ فلم يكن مغلوبا بالحجّة لأنّ الحجّة كانت عليهم ، فقال نوح لله : اللهمّ فانتصر منهم أي انتقم.
__________________
(١) ما بين القوسين توضيح من جانبنا غير موجود في النص.