(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
(وَهُوَ مَعَكُمْ) بالعلم والقدرة.
ويقال (١) : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) إذا دفن العبد فالله سبحانه يعلم ما الذي كان فى قلبه من إخلاص في توحيده ، ووجوه أحزانه خسرانه ، وشكّه وجحوده ، وأوصافه المحمودة والمذمومة .. ونحو ذلك مما يخفى عليكم.
(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) على قلوب أوليائه من الألطاف والكشوفات وفنون الأحوال العزيزة.
(وَما يَعْرُجُ فِيها) من أنفاس الأولياء إذا تصاعدت ، وحسراتهم إذا علت.
قوله جل ذكره : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٦)) مضى معناه.
قوله جل ذكره : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (٧))
صدّقوا بالله ورسوله ، وتصدّقوا (مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) بتمليككم ذلك وتصييره إليكم. والذين آمنوا منكم وتصدّقوا على الوجه الذي أمروا به لهم ثواب عظيم ؛ فإنّ ما تحويه الأيدى معرّض للزوال ، فالسّعيد من قدّم في دنياه ماله في الآخرة عمارة حاله ، والشقيّ من سار فيما له في الآخرة وبال مآله.
قوله جل ذكره : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨))
__________________
(١) هذه الفقرة استدراك أثبته القشيري متأخرا عن موضعه الأصل قليلا.