ويحيى القلوب الميتة ـ بعد إعراض الحقّ عنها ـ بحسن إقباله عليها (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨))
أي المتصدقين والمتصدقات.
(وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) : يعنى في النوافل.
(يُضاعَفُ لَهُمْ) فى الحسنات ، الحسنة بعشر أمثالها .. إلى ما شاء الله
(وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) : ثواب كبير حسن. والثواب الكريم أنّه لا يضن بأقصى الأجر على الطاعة ـ وإن قلّت.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)
الصدّيقون : مبالغة في الصدق ، والشهداء : الذين استشهدوا في سبيل الله ، فالمؤمنون بمنزلة الصديقين والشهداء ـ لهم أجرهم في الجنة ونورهم في القيامة.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).
والصدّيق من استوى ظاهره وباطنه.
ويقال : هو الذي يحمل الأمر على الأشقّ ، ولا ينزل إلى الرّخص ، ولا يجنح للتأويلات.
والشهداء : الذين يشهدون بقلوبهم مواطن الوصلة ، ويعتكفون بأسرارهم في أوطان القربة ، (وَنُورُهُمْ) : ما كحل الحقّ به بصائرهم من أنوار التوحيد.
__________________
(١) كان المفروض أن تكون العبارة هكذا.
(ويحى القلوب الميتة بعد إعراضه عنها).
فأستعمال (الحق) فى الإضافة مسألة لهم أرباب القلوب المتحققين الفانين عن الخلق الباقين بالحق.