قوله جل ذكره : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩))
المطيع ـ يومئذ ـ فى غبن لأنه لم يستكثر من الطاعة ، والعاصي في غبن لأنه استكثر من الزلّة (١).
وليس كلّ الغبن في تفاوت الدرجات قلّة وكثرة ، فالغبن في الأحوال أكثر.
قوله جل ذكره : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١))
أيّ حصلة حصلت فمن قبله خلقا ، وبعلمه وإرادته حكما.
ومن يؤمن بالله يهد قلبه حتى يهتدى إلى الله في السّرّاء والضّراء ـ اليوم ـ وفي الآخرة يهديه إلى الجنة.
ويقال : (يَهْدِ قَلْبَهُ) للأخلاق السنيّة ، والتنقّى من شحّ النّفس.
ويقال : (يَهْدِ قَلْبَهُ) لاتّباع السّنّة واجتناب البدعة.
قوله جل ذكره : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢))
__________________
(١) قال بعض الصوفية : إن الله كتب الغبن على الخلق أجمعين ، فلا يلقى أحد ربّه إلا مغبونا ؛ لأنه لا يمكنه الاستيفاء للعمل حتى يحصل له استيفاء الثواب ، وفي الأثر قال النبي (ص) : «لا يلقى الله أحد إلا نادما إن كان مسيئا إن لم يحسن ، وإن كان محسنا إن لم يزدد» القرطبي ح ١٨ ص ١٣٨.