طاعة الله واجبة ، وطاعة الرّسل ـ الذين هم سفراء بينه وبين الخلق ـ واجبة كذلك. والأنوار التي تظهر عليك (١) وتطالب بمقتضياتها كلّها حقّ ، ومن الحقّ .. فتجب طاعتها أيضا.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤))
إذا دعوك لتجمع لهم الدنيا فهم عدوّ لك ، أمّا إذا أخذتم منها على وجه العفاف (٢) فليسوا لكم أعداء.
قوله جل ذكره : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥))
(فِتْنَةٌ) : لأنهم يشغلونكم عن أداء حقّ الله ؛ فما تبق عن الله مشغولا بجمعه فهو غير ميمون عليك.
ويقال : إذا جمعتم الدنيا لغير وجهه فإنكم تشغلون بذلك عن أداء حقّ مولاكم ، وتشغلكم أولادكم ، فتبقون بهم عن طاعة الله ـ وتلك فتنة لكم ... ترومون إصلاحهم.
فتفسدون أنتم وهم لا يصلحون!.
قوله جل ذكره : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦))
__________________
(١) الخطاب هنا موجعّه إلى صاحب الأحوال والكشوفات.
(٢) عف عفعّة وعفافا أي كفّ عما لا يحل ولا يجمل. ويقال : هم أعفّة الفقر ، أي : إذا افتقروا لا يسألون.
(الوسيط).