والعتاب في الآية مع عائشة وحفصة رضى الله عنهما إذ تكلمتا في أمر مارية.
ثم قال تعالى زيادة في العتاب وبيان القصة :
(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (٥))
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)
أي : فقّهوهم ، وأدّبوهم ، وادعوهم إلى طاعة الله ، وامنعوهم عن استحقاق العقوبة بإرشادهم وتعليمهم.
ودلّت الآية : على وجوب الأمر بالمعروف في الدّين للأقرب فالأقرب.
وقيل : أظهروا من أنفسكم العبادات ليتعلّموا منكم ، ويعتادوا كعادتكم.
ويقال : دلّو هم على السّنّة والجماعة.
ويقال : علّموهم الأخلاق الحسان.
ويقال : مروهم بقبول النصيحة.
(وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) : الوقود : الحطب.
ويقال : أمر الناس يصلح بحجرة أو مدرة ، فإن أصل الإنسان مدرة ، ولو أنه أقام حجرة مقام مدرة فلا غرو من فضل الله.
اللهمّ فألق فيها بدلنا حجرا وخلّصنا منها.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧))
إذا فات الوقت استفحل الأمر ، وانغلق الباب ، وسقطت الحيل .. فالواجب البدار والفرار لتصل إلى روح القرار.