فالآن قد منعنا.
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً)
الاستقامة على الطريقة تقتضى إكمال النعمة وإكثار الراحة. والإعراض عن الله يوجب تنغص العيش ودوام العقوبة.
قوله جل ذكره : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨))
للمسجد فضيلة ، ولهذا خصّه الله سبحانه وأفرده بالذكر من بين البقاع ؛ فهو محلّ العبادة .. وكيف يحلّ العابد عنده إذا حلّ محلّ قدمه (١)؟!.
ويقال : أراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها ، أخبر أنها لله ، فلا تعبدوا بما لله غير الله.
قوله جل ذكره : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً)
لما قام عبد الله يعنى محمدا عليهالسلام يدعو الخلق إلى الله كاد الجنّ والإنس يكونون مجتمعين عليه ، يمنعونه عن التبليغ ، قل يا محمد :
(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢))
لا أقدر أن أدفع عنكم ضرّا ، أو أسوق لكم خيرا .. فكلّ شىء من الله. ولن أجد من دونه ملتجأ إلا :
__________________
(١) العبارة غامضة وتحتاج إلى توضيح .. وربما قصد القشيري إلى أنه إذا كان المسجد وهو محل قدم العابد مكرما ... فما بالك بالعابد نفسه ، ومحله عند الله؟.