(وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً).
قاسيا ، منتشرا ، ممتدا.
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)
أي : على حبّهم للطعام لحاجتهم إليه. ويقال : على حبّ الله ، ولذلك يطعمون.
ويقال : على حبّ الإطعام.
وجاء في التفسير : أن الأسير كان كافرا ـ لأنّ المسلم ما كان يستأسر في عهده ـ فطاف على بيت فاطمة رضى الله عنها (١) وقال : تأسروننا ولا تطعموننا (٢)!
(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً)
إنما نطعمكم ابتغاء مرضاة الله ، لا نريد من قبلكم جزاء ولا شكرا.
ويقال : إنهم لم يذكروا هذا بألسنتهم ، ولكن كان ذلك بضمائرهم.
(إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً)
أي : يوم القيامة
(فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ)
__________________
(١) هكذا في م ، وفي ص (صلى الله عليها).
(٢) قال الأسير وهو واقف بالباب : «السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا! أطعمونى فإنى أسير محمد». فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح .. حتى لصق بطن فاطمة بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع». فلما رآها النبي (ص) وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال : «واغوثاه يا ألله! أهل بيت محمد يموتون جوعا» فنزلت الآية. ولكن بعض رجال الحديث يطعنون في هذا الخبر. يقول الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : «هو حديث مزوق مزيف ؛ لأن الله تعالى يقول : يسألونك ماذا ينفقون قل العفو» ، والنبي يقول : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى».