النّوب ، ومنهم من يسقى بالنّجب ومنهم من يسقى وحده ولا يسقى مما يسقى غيره ، ومنهم من يسقى هو والقوم شرابا واحدا .. وقالوا :
إن كنت من ندماى فبالأكبر اسقني |
|
ولا تسقنى بالأصغر المتثلم |
وفائدة الشراب ـ اليوم ـ أن يشغلهم عن كل شىء فيريحهم عن الإحساس ، ويأخذهم عن قضايا العقل .. كذلك قضايا الشراب في الآخرة ، فيها زوال الأرب ، وسقوط الطلب ، ودوام الطّرب ، وذهاب الحرب ، والغفلة عن كلّ سبب.
ولقد قالوا :
عاقر عقارك واصطبح |
|
واقدح سرورك بالقدح |
واخلع عذارك في الهوى |
|
وأرح عذولك واسترح |
وافرح بوقتك إنما |
|
عمر الفتى وقت الفرح |
قوله جل ذكره : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦))
يشقّقونها تشقيقا ، ومعناه أن تلك العيون تجرى في منازلهم وقصورهم على ما يريدون. واليوم ـ لهم عيون في أسرارهم من عين المحبة ، وعين الصفاء ، وعين الوفاء ، وعين البسط ، وعين الروح .. وغير ذلك ، وغدا لهم عيون.
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)
ثم ذكر أحوالهم في الدنيا فقال : يوفون بالعهد القديم الذي بينهم وبين الله على وجه مخصوص.