ويقال : «السّجين» جبّ في جهنم. وقيل : صخرة في الأرض السفلى ، وفي اللغة السّجين : فعيل من السجن.
«وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ». استفهام على جهة التهويل
«كِتابٌ مَرْقُومٌ». أي مكتوب ؛ كتب اللّه فيه ما هم عاملون ، وما هم إليه صائرون. وإنما المكتوب على بني آدم في الخير والشر ، والشقاوة والسعادة فهو على ما تعلّق به علمه وإرادته ، وإنما أخبر على الوجه الذي علم أن يكون أو لا يكون ، وكما علم أنه يكون أو لا يكون أراد أن يكون أو لا يكون. ثم إنه سبحانه لم يطلع أحدا على أسرار خلقه إلّا من شاء من المقربين بالقدر الذي أراده ؛ فإنه يجرى عليهم في دائم أوقاتهم ما سبق لهم به التقدير.
ثم قال : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢))
ويل للذين لا يصدّقون بيوم الدين ، وما يكذّب به إلا كل مجاوز للحدّ الذي وضع له ؛ إذا يتلى عليه القرآن كفر به.
(كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
أي : غطّى على قلوبهم ما كانوا يكسبون من المعاصي .. وكما أنهم ـ اليوم ـ ممنوعون عن معرفته فهم غدا ممنوعون عن رؤيته. ودليل الخطاب يوجب أن يكون المؤمنون يرونه غدا كما يعرفونه اليوم.
قوله جل ذكره : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)
عليين أعلى الأمكنة ، تحمل إليه أرواح الأبرار تشريفا لهم وإجلالا.