وفي الإبل خصائص تدل على كمال قدرته وإنعامه جل شأنه ؛ منها : ما في إمكانهم من الانتفاع بظهورها للحمل والركوب ، ثم بنسلها ، ثم بلحمها ولبنها ووبرها ... ثم من سهولة تسخيرها لهم ، حتى ليستطيع الصبيّ أن يأخذ بزمامها ، فتنجرّ وراءه. والإبل تصبر على مقاساة العطش في الأسفار الطويلة ، وهي تقوى على أن تحمل فوق ظهورها الكثير من الحمولات .. ثم حرانها إذا حقدت ، واسترواحها إلى صوت من يحدوها عند الإعياء والتعب ، ثم ما يعلّل المرء بما يناط بها من برّها (١).
(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (٢٢))
(٢) لست عليهم بمسلّط ؛ فذكّر ـ يا محمد ـ بما أمرناك به ، فبذلك أمرناك (٣).
(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ)
إلا من تولّى عن الإيمان وكفر فيعذبه الله بالخلود في النار.
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ)
إن إلينا رجوعهم ، ثم نجازيهم على الخير والشرّ.
__________________
(١) إشارة القشيري الخاصة بالإبل استوفت المراد ، فمن المعلوم أن ضروب الحيوان المختلفة لا تخرج عن أربعة : حدوبة ، وركوبة ، وأكولة ، وحمولة. وقد استطاع القشيري أن يقنع أن الإبل جمعت كل هذه المنافع.
(٢) بمصيطر ومسيطر ، أي بالصاد والسين (الصحاح).
(٣) لم يقع القشيري فيما وقع فيه بعض المفسرين حين قالوا : «إن في الآية نسخا بآيات القتال والجهاد» ... فالعذاب الأكبر في الآخرة لا ينفى تعذيب الكفار بشتى ألوان التعذيب في الدنيا ، ومنها القتل والأسر.