الأوقات ظروف لما يحصل فيها من الأفعال والأحوال ؛ فالظروف من الزمان متجانسة ، وإنما الاختلاف راجع إلى أعيان ما يحصل فيها ؛ فليالى أهل الوصال سادات الليالى ، وليالى أهل الفراق أسوأ الليالى ؛ فأهل القرب لياليهم قصار وكذلك أيامهم ، وأرباب الفراق لياليهم طوال وكذلك جميع أوقاتهم في ليلهم ونهارهم ، يقول قائلهم :
والليالى إذا نأيت طوال |
|
وأراها إذا دنوت قصار |
وقال آخر :
والليل أطول وقت حين أفقدها |
|
والليل أقصر وقت حين ألقاها |
وقال ثالث :
يطول اليوم لا ألقاك فيه |
|
وحول نلتقى فيه ـ قصير |
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥))
كلا .. لا حجّة لهم ، ولا جواب يعذرهم ، ولا شفيع يرحمهم ، ولا ناصر يعينهم.
اشتهرت ضلالتهم ، واتضحت للكافة جهالتهم ؛ فدام بهم عذاب الأبد ، وحاق بهم وبال السّرمد.
قوله جل ذكره : (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ)
جاء في القصص أنه كان ابن عمّ موسى ، وكان من أعبد بنى إسرائيل ، وكان قد اعتزل الناس ، وانفرد في صومعته يتعبّد ، فتصوّر له إبليس في صورة بشر ، وأخذ في الظاهر يتعبّد معه في صومعته حتى تعجّب قارون من كثرة عبادته ، فقال له يوما : لسنا في شىء ؛ عيوننا