إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥))
سأل موسى ـ عليهالسلام ـ أن يشفعه بهارون ويشركه في الرسالة. وأخبر أنه قتل نفسا ، وأنه في حكم فرعون عليه دم ، فقال : (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) إلى أن قال له الحقّ : ـ
(قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ كَلَّا)
(كَلَّا) حرف ردع وتنبيه ؛ أي كلا أن يكون ذلك كما توهمت ، فارتدع عن تجويز ذلك ، وانتبه لغيره. إنى معكما بالنصرة والقوة والكفاية والرحمة ، واليد ستكون لكما ، والسلطان سيكون لكما دون غيركما ، فأنا أسمع ما تقولون وما يقال لكم ، وأبصر ما يبصرون وما تبصرون أنتم.
قوله جل ذكره : (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦))
ويقال في القصة : إن موسى وهارون كانا يترددان على باب فرعون سنة كاملة ولم يجدا طريقا إليه : ثم بعد سنة عرضا الرسالة عليه ، فقابلهما بالتكذيب ، وكان من القصة ما كان .. وقال فرعون لمّا رأى موسى :
(قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١))
فلم يكن لموسى ـ عليهالسلام ـ جواب إلا الإقرار والاعتراف ، فقال :
(قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
قال : كل ذلك قد كان ، وفررت منكم لمّا خفتكم ، فأكرمنى الله بالنبوة ، وبعثني رسولا إليكم ..