ويقال ظنوا أنهم باجتراحهم السيئات أن جرى التقدير لهم بالسعادة ، وأنّ ذلك يؤخر حكمنا .. كلا ، فلا يشقى من جرت قستنا له بالسعادة ، وهيهات أن يتحول من سبق له الحكم بالشقاوة!
قوله جل ذكره : (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥))
من خاف عذابه يوم الحساب فسيلقى يوم الحشر الأمان الموعود منّا لأهل الخوف اليوم. ومن أمّل الثواب يوم البعث فسوف يرى ثواب ما أسلفه من العمل. ومن زجّى عمره في رجاء لقائنا فسوف نبيح له النّظر إلينا ، وسوف يتخلص من الغيبة والفرقة.
(وَهُوَ السَّمِيعُ) لأنين المشتاقين ، (الْعَلِيمُ) بحنين المحبين الوالهين.
قوله جل ذكره : (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦))
من أحسن فنجاة نفسه طلبها ، وسعادة حالة حصّلها. ومن أساء فعقوبة نفسه جلبها ، وشقاوة جدّه اكتسبها.
ويقال ثواب المطيعين إليهم مصروف ، وعذاب العاصين عليهم موقوف .. والحقّ عزيز لا يلحقه بالوفاق زين ، ولا يمسّه من الشّقاق شين ..
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧))
من رفع إلينا خطوة نال منّا خطوة ، ومن ترك فينا شهوة وجد منّا صفوة ، فنصيبهم من الخيرات موفور ، وعملهم في الزلّات مغفور .. بذلك أجرينا سنّتنا ، وهو متناول حكمنا وقضيتنا.
قوله جل ذكره : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً).