شكوى ولا إظهار ؛ كالأرض يلقى عليها كلّ خبيث فتنبت كلّ خضرة وكل نزهة (١).
قوله جل ذكره : (وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١))
إذا اشتبكت دموع في خدود |
|
تبيّن من بكى ممن تباكى |
قوله جل ذكره : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢))
ضمنوا بما لم يفوا به ، وأخلفوا فيما وعدوا فما حملوا من خطاياهم عنهم شيئا ، بل زادوا على حمل نفوسهم ؛ فاحتقبوا وزر ما عملوا ، وطولبوا بوزر ما به أمروا (٢) ، فضاعف عليهم العقوبة ، ولم يصل أحد من جهتهم إلى راحة ، وما مواعيدهم للمسلمين إلا مواعيد عرقوب أخاه بيثرب.
قوله جل ذكره : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣))
وسيلحق بهؤلاء أصحاب الدعاوى والمتشبّهون بأهل الحقائق :
من تحلّى بغير ما هو فيه |
|
فضح الامتحان ما يدّعيه |
وقال تعالى : (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣) .. وهيهات هيهات!
__________________
(١) القشيري هنا مستفيد من قول الجنيد : (الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح) الرسالة ص ١٣٩.
(٢) رأينا بناء (أمروا) المعلوم حتى يتضح أن وزرهم أشد نتيجة قولهم الذين آمنوا : (اتبعوا سبيلنا) ؛ فالداعى إلى السوء يحمل وزر نفسه ووزر من يقتدى به. ومن الجائز أن تبنى المجهول فتكون (أمروا) ولكن المعنى يكون أقل تأثيرا وأداء.
(٣) آية ١١١ سورة البقرة.