السَّبْعِ) من جهة اللفظ ، وإنما هو جوابه من جهة المعنى ، لأن معنى قوله : (مَنْ رَبُّ السَّماواتِ) (لمن السموات) فقيل فى جوابه (لله) ونظيره ما بعده ، وهو قوله تعالى :
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) (٨٨).
فقال : لله. حملا على المعنى ، والحمل على المعنى كثير فى كلامهم.
قوله تعالى : (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) (٩٢).
يقرأ (عالم) بالجر والرفع ، فالجر على البدل من الله فى قوله تعالى :
(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ).
والرفع ، هو عالم الغيب والشهادة.
قوله تعالى : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ. رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٩٣ ، ٩٤).
ربّ : أراد يا ربّ ، وهو اعتراض بين الشرط وجوابه بالنداء ، كما جاء اعتراضا بين المصدر وما عمل فيه فى قول الشاعر :
١٣٦ ـ على حين ألهى الناس جلّ أمورهم |
|
فندلا زريق المال ندل الثعالب (١) |
وتقديره ، فندلا يا زريق المال. فجاء (زريق) وهو منادى ، اعتراضا بين المصدر وهو (ندلا) ومعموله وهو (المال).
__________________
(١) من شواهد سيبويه ١ / ٥٩ ولم ينسبه الشنتمرى إلى قائل ، وقبله :
يمرون بالدهنا خفافا عيابهم |
|
ويخرجن من دارين بجر الحقائب |
الدهنا : رملة من بلاد تميم ـ خفافا عيابهم : لا شىء فيها ـ دارين : سوق ينسب إليه المسك ـ البجر : الممتلئة ـ وزريق اسم قبيلة وهو منادى ـ والندل : الأخذ باليمين. والندل أيضا : السرعة فى السير.