والثانى ان يكون معطوفا على موضع قوله : بإسحاق ، وموضعه النصب ، كقولهم : مررت بزيد وعمرا ، وقول الشاعر :
٩٩ ـ معاوى إنّنا بشر فأسجح |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا (١) |
فنصب الحديد بالعطف على موضع بالجبال ، وهو النصب.
والجرّ على أن يكون يعقوب معطوفا على إسحاق ، وكان مفتوحا لأنه لا ينصرف للعجمة والتعريف ، إلّا أنّ هذا القول ضعيف للفصل بين الجار والمجرور بالظرف وهو قبيح.
قوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) (٧٢).
شيخا ، يقرأ بالنصب والرفع.
فالنصب على الحال من المشار إليه والعامل فيها ما فى (هذا) من معنى الإشارة أو التنبيه ، فكأنّ المعنى ، أشير إليه شيخا ، أو أنبّه عليه شيخا ، وشيخا ناب عن قوله والدا ، وهذه الحال لا تجوز إلّا إذا كان المخاطب يعرف صاحبها ، وذلك أنه إذا كان المخاطب يعرف صاحبها (٢) [لم يفض إلى محال](٣) ، وكانت فائدة الإخبار فى الحال وقد أفادت المخاطب وقوع الحال منه ، فكان فيه فائدة ، وقد أفدت المخاطب ، وإذا لم يعرف المخاطب صاحبها ، كانت فائدة الإخبار فى
__________________
(١) من شواهد سيبويه ١ ـ ٣٤ ، ٣٥ ونسبه الشنتمرى إلى عقيبة الأسدى ، استشهد به سيبويه على جواز حمل المعطوف على موضع الياء وما عملت فيه لأن معنى (لسنا بالجبال) و (لسنا الجبال) واحد. ومعنى أسجح ، سهّل وارفق.
(٢) (صاحبه) فى أ.
(٣) جملة فى هامش أغير ظاهرة ونقلتها من ب.
ـ الجملة بين القوسين أرجح وضعها مكان السهم قبلها ليستقيم الكلام.