فاللام فى (لإبراهيم) زائدة. ومكان البيت ، مفعول ثان. وخالدين ، منصوب على الحال من الهاء والميم فى (لنبوئنهم).
قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) (٦٠).
كأيّن ، فى موضع رفع بالابتداء بمنزلة (كم). ومن. دابة ، تبيين له. ولا تحمل ، فى موضع جر لأنها صفة (دابة) ، والله ، مبتدأ. ويرزقها ، خبره. والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنه خبر (كأيّن) ، ويجوز أن يكون موضع (كأين) النصب على قول من يجيز : زيدا عمرو أبوه ضارب. بتقدير فعل يفسره (يرزقها) وأنث (كأين) فى قوله تعالى : (يرزقها) حملا على المعنى.
قوله تعالى : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) (٦٤).
لهى ، يجوز فى الهاء الكسر والتسكين ، فمن كسر أتى به على الأصل. ومن سكّن حذف الكسرة تخفيفا كما قالوا فى كتف كتف. والحيوان ، أصله (الحييان) بياءين ، إلا أنه لما اجتمعت ياءان متحركتان ، استثقلوا اجتماعهما ، فأبدلوا من الياء الثانية واوا كراهية لاجتماع ياءين متحركتين ، وكان قلب الثانية أولى من الأولى لأن الثانية هى التى حصل التكرير بها ، وإنما عدلوا عن الإدغام إلى القلب ، لأن الإدغام إنما يقع فى الأسماء ممّا كان على (فعل وفعل) بضم العين وكسرها ولا يكون فيما كان على (فعل) بفتح العين. نحو (طلل) و (شرر) فلهذا قلبوا الياء واوا ، وإنما قلنا إن الواو منقلبة عن ياء ، وذلك لأنه ليس فى كلام العرب ما عينه ياء ولامه واو ، فإن قلت : فقد قالوا : الحيّوت لذكر الحيات. وحيوان اسم موضع باليمن ، وحيوة اسم رجل. فنقول : أما الحيّوت فعنه جوابان.
أحدهما : أن الياء فيه أصلية ووزنه (فعّول) كسفّود ، وسمّور وكلّوب ، وإنما يستقيم هذا لو كانت التاء زائدة ، ولا يستقيم أن تكون زائدة ، لأنه ليس فى كلامهم ما هو على وزن (فعلوت).