خلقكم ، مبتدأ. والكاف ، فى موضع رفع لأنه خبر المبتدأ ، ولا يجوز أن تعمل (ما) ، لمكان (إلّا) ، لأنها تشبه (ليس) فى نفى الحال ، وإذا دخلت عليها (إلّا) أبطلت منها معنى النفى ، وهو وجه الشبه الموجب للعمل ، فإذا زال وجه الشبه الموجب للعمل بطل العمل ، وتقديره ، ما خلقكم ولا بعثكم إلا كبعث نفس واحدة. فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى : (وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) (٣٣).
يوما ، منصوب لأنه مفعول (واخشوا) ، ولا يجوز ان تكون ظرفا لأنه يصير الأمر بالخشية فى يوم القيامة ، ويوم القيامة ليس بيوم تكليف ، وإنما هو يوم الجزاء. (ومولود) مرفوع بالعطف على (والد) المرفوع لأنه فاعل (يجزى) ، وهو تأكيد لما فى (مولود) من الضمير ، ولا يجوز ان يكون (هو) فصلا ، لأن الفصل لا يدخل بين النكرتين.
قوله تعالى : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) ٣٤.
ماذا ، فى موضع نصب ب (تكسب) ، لا ب (تدرى) ، لأن الاستفهام ينتصب بما بعده لا بما قبله. هذا إذا جعل (ما وذا) بمنزلة شىء واحد ، فإن جعلا بمنزلة كلمتين ، وجعلا بمنزلة الذى ، وجعل موضع (ماذا) رفع على ما قدمنا لم يجز نصبه ب (تدرى) لما ذكرناه ، وإنما نحكم على موضع الجملة بالنصب بدخوله عليها.