(لهم) وصفا ل (فاكهة) ، فلما تقدم صار فى موضع نصب على الحال ، ويجوز أيضا أن يكون (فيها) صفة ل (فاكهة) ، فلما تقدم عليها صار فى موضع نصب على الحال ، وإنما حكمنا على موضع (لهم وفيها) بالنصب على الحال ، لأنهما إذا قدرا وصفا ل (فاكهة) وقد تقدما عليها ، نصفه النكرة إذا تقدمت عليها وجب أن ينصب على الحال ، لاستحالة أن تكون صفة ، لأنّ الصفة لا تتقدم على الموصوف ، فعدل إلى الحال لاشتراكهما فى المعنى.
قوله تعالى : (وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ)(١) (٥٧).
ما ، فيها ثلاثة أوجه.
أحدهما : أن تكون اسما موصولا بمعنى الذى ، وهى فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره الجار والمجرور قبله وهو (لهم) ، وصلته (يدعون) ، والعائد إليه محذوف ، وتقديره ، يدعونه. فحذف للتخفيف.
والثانى : أن تكون نكرة موصوفة ، وصفتها (يدعون).
والثالث : أن تكون مصدرية فتكون مع (يدعون) فى تأويل المصدر ، و (يدعون) أى يتمنون ويشتهون.
وأصل (يدّعون) (يدتعيون) على وزن (يفتعلون) ، من (دعا يدعو) ، فاجتمعت تاء الافتعال مع الدال فأبدل من التاء دالا ، وكان إبدال التاء دالا ، أولى من إبدال الدال تاء ، لأن التاء حرف مهموس ، والدال حرف مجهور ، والمجهور أقوى من المهموس ، فلما وجب إبدال أحدهما من الآخر ، كان إبدال الأقوى من الأضعف أولى من إبدال الأضعف من الأقوى ، لأن فى ذلك إجحافا به وإبطال ماله من الفضل على مقاربه ، ونقلت حركة الياء إلى ما قبلها ، فسكنت الياء ، والواو بعدها ساكنة ، فاجتمع ساكنان فحذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وكان حذفها أولى ، لأن الواو دخلت لمعنى وهو الجمع ، والياء لم تدخل لمعنى ، فكان حذف ما لم يدخل لمعنى أولى ، فصار (يدعون) ووزنه (يفتعون) ، لحذف اللام منه.
__________________
(١) (ولهم فيها ما يدعون) بزيادة (فيها) فى أ ، ب.