وآخر (١) ، مبتدأ. و (من شكله) صفة له ، ولهذا حسن أن يكون مبتدأ مع كونه نكرة. وأزواج خبر المبتدأ ، وكذلك من قرأ (آخر) بالتوحيد رفعه بالابتداء أيضا. وأزواج ، ابتداء ثان. ومن شكله ، خبر ل (أزواج) ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع ، لأنه خبر المبتدأ الأول الذى هو (أخر) ، ولا يحسن أن يكون (أزواج) خبرا من الآخر ، لأن الجمع لا يكون خبرا عن المفرد ، وقيل (آخر) ، وصف لمبتدأ محذوف وتقديره ، لهم عذاب آخر من شكل ما تقدم. وأزواج ، مرفوع بالظرف وهو (من شكله) ، ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ (وأخر) بالجمع ، لأنك إذا رفعت (الأزواج) بالظرف ، لم يكن فى الظرف ضمير وهو صفة ، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف ، لأن الظرف لا يرفع فاعلين.
قوله تعالى : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢).
ما ، فى موضع رفع بالابتداء. ولنا ، خبره. ولا نرى ، جملة فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (لنا). كنا نعدهم ، جملة فعلية فى موضع نصب ، لأنها صفة لقوله :
(رجالا) ، والعائد منها إلى الموصوف الهاء والميم فى (نعدهم). ومن الأشرار ، فى موضع نصب ، لأنه يتعلق ب (نعدهم). والأشرار ، إنما جازت إمالته وإن كان فيه راء مفتوحة والراء المفتوحة تمنع من الإمالة ، لأنّ فيه راء مكسورة والراء المكسورة تجلب الإمالة ، وإنما غلبت الراء المكسورة فى جلب الإمالة ، على الراء المفتوحة المانعة من الإمالة ، لأن الراء المكسورة أقوى ، والراء المفتوحة أضعف ، فلما تعارضا فى جلب الإمالة وسلبها ، كان الأقوى أولى من الأضعف.
قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٦٤).
__________________
(١) (أزواج وآخر) هكذا فى أ.