والثانى : أن يكون منصوبا على تقدير حذف حرف القسم ، كقولك : الله لأفعلنّ. والدليل على أنه قسم ، قوله تعالى :
(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ).
والرفع من وجهين.
أحدهما : أن يكون مرفوعا على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره أنا الحق.
والثانى : أن يكون مبتدأ والخبر محذوف وتقديره ، فالحق منى.
والحق الثانى ، منصوب ب (أقول) وتقديره : أقول الحق. وهو اعتراض بين القسم وجوابه ، وقد قرئ : فالحقّ والحقّ أقول. بالجر فيها على القسم وإعمال حرف الجر فى القسم مع الحذف ، كما تقول : الله لأفعلن ، (و) الله لأذهبن. وهى قراءة شاذة ضعيفة جدا ، قياسا واستعمالا.
قوله تعالى : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (٨٨).
وأصله (لتعلمون) ، إلا أنه لما اتصلت به نون التوكيد الشديدة ، أوجبت بناءه ، لأنها أكدت الفعلية فردته إلى أصله فى البناء ، فحذفت النون ، فالتقت الواو والنون الأولى من نون التوكيد الشديدة ، لأن الحرف المشدد بحرفين ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فاجتمع ساكنان فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وبقيت الضمة قبلها تدل عليها ، ومعنى (لتعلمنّ) أى ، لتعرفنّ ، ولهذا تعدّى إلى مفعول واحد.