سبع سموات ، فى موضع نصب على البدل من الهاء والنون فى (فقضاهنّ).
قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (١٧).
أما ، حرف معناه التفصيل وفيه معنى الشرط. ألا ترى أنك تقول : أما زيد فعالم. فيكون المعنى ، مهما يكن من شىء فزيد عالم. ولهذا جاءت الفاء فى (فهديناهم) ، الذى هو خبر المبتدأ ، الذى هو (ثمود) ، والأصل فى الفاء أن تكون مقدّمة على المبتدأ ، إلا أنهم أخروها إلى الخبر ، لئلا يلى حرف الشرط فاء الجواب ، وجعل المبتدأ عوضا مما تليه من الفعل. والدليل على أن الفاء فى تقدير التقديم ، قولهم : أما زيدا فأنا ضارب. وإن كان ما بعد الفاء لا يجوز أن يعمل فيما قبلها ، إلا أنهم أعملوا ههنا ما بعدها فيما قبلها ، لأنه فى تقدير التقديم. قال تعالى :
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(١)
فنصب (اليتيم والسائل) بما بعد الفاء لما ذكرنا. ومن قرأ (ثمود) بالنصب ، فإنه نصبه بفعل مقدر ، يفسره هذا الظاهر ، وتقديره ، مهما يكن من شىء ، فهدينا ثمود فهديناهم. والنصب ههنا قوى فى القياس ، لدخول حرف فيه معنى الشرط ؛ لأن الشرط يقتضى الفعل وهو أولى به. وقرئ (ثمود) بالصرف وترك الصرف ، فمن صرفه جعله اسم الحىّ ، ومن لم يصرفه جعله اسم القبيلة ، فلم يصرفه للتعريف والتأنيث.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ) (١٩).
يوم ، منصوب من وجهين.
أحدهما : أن يكون منصوبا بفعل دل عليه (يوزعون) ، وتقديره ، يساق الناس يوم يحشر.
والثانى : أن يكون منصوبا بتقدير ، اذكر ، ولا يجوز أن يكون منصوبا ب (يحشر) ، لأن المضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولا يجوز أيضا أن يكون منصوبا
__________________
(١) ٩ ، ١٠ سورة الضحى.