أحدهما : أن يكون أراد به الاحتظار ، وهو مصدر (احتظر).
والثانى : أن يكون أراد به الشجر المحتظر ، أى ، كهشيم الشجر المتخذ منه حظيرة.
قوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) (٢٤).
منصوب بتقدير فعل دل عليه (نتبعه) ، وتقديره ، أنتبع بشرا منا واحدا.
قوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٣٥).
آل لوط ، منصوب على الاستثناء. وبسحر ، فى موضع نصب ، لأنه متعلق ب (نجيناهم) ، وصرفه لأنه أراد به سحرا من الأسحار ، ولو أراد به التعريف ، لم يصرفه للتعريف والعدل عن لام التعريف ، لأن من حقه أن يتعرف بها ، فلما لم يتعرف بها صار معدولا عنها ، فاجتمع فيه العدل والتعريف. و (سحر) ، إذا كان معرفة فإنه لا ينصرف ولا يتصرف ، ونعنى بالانصراف ، دخول التنوين ، ونعنى بالتصرف ، نقله عن الظرفية إلى الاسمية ، فإنه لم يستعمل فى حالة التعريف إلا ظرفا ، وإذا نكر جاز نقله عن الظرفية إلى الاسمية ، كما فى الآية. ونعمة منصوب ، لأنه مفعول له.
قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤٩).
كلّ ، يقرأ بالرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، لأنه من مواضع الابتداء ، وخلقناه ، خبره. والنصب ههنا هو القراءة المشهورة التى عليها الجماعة ، وإنما ذهبوا إلى النصب بتقدير (خلقنا) ، لأن الفائدة فيه أكثر من فائدة الرفع. ألا ترى أنك إذا قلت : إنا كلّ شىء خلقناه بقدر. بالنصب ، على تقدير (خلقنا كل شىء بقدر) ، كان متمحّضا للعموم ، ولا يجوز أن يكون (خلقنا) صفة (شىء) ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف ، ولا يكون تفسيرا لما يعمل فيما قبلها ، وإذا لم يكن (خلقناه) صفة ل (شىء) ، لم يبق إلا أنه تفسير للناصب ل (كل) ، وذلك يدل على العموم ،