قوله تعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) (٨٣).
تقديره ، فلولا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم ، ولو لا ههنا بمعنى (هلّا).
قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ) (٨٩)»
أمّا ، حرف معناه التفصيل يفيد معنى الشرط ، بمنزلة (مهما) وجوابه قوله : (فَرَوْحٌ) وتقديره ، فله روح. وروح مبتدأ. وله ، خبره ، والتقدير ، مهما يكن من شىء فروح وريحان إن كان من المقربين ، فحذف الشرط الذى هو (يكن من شىء) ، وأقيم (أما) مقامه ، ولهذا لما قامت مقام الفعل ونابت منابه ، لم يجز أن يجىء الفعل بعدها ، ووليها الاسم والجمل ، لأن الفعل لا يدخل على الفعل ، ولم يجز أن تلى الفاء (أما) ، لئلا يلى حرف الشرط فاء الجواب ، ولهذا فصل بين (أما) والفاء بقوله : (إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ، تحسينا للفظ ، كما يفصل بينهما بالظرف والمفعول فى قولهم : أما اليوم فزيد ذاهب ، وأما زيدا فأكرمته. فالفاء فى (فروح) جواب (أما) و (أما) مع جوابها فى موضع جواب (إن) ، وإن كانت متقدمة عليه ، كقولهم : أنت ظالم إن فعلت كذا.
وهكذا الكلام على قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ) (٩١)».
وقوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) (٩٣).