وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) (٢٧).
ورهبانية ، منصوبة بفعل مقدر ، وتقديره ، ابتدعوا رهبانية ابتدعوها. وابتغاء ، منصوب من وجهين.
أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه استثناء من غير الجنس.
والثانى : أن يكون بدلا من الضمير المنصوب فى (كتبناها).
قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ) (٢٩).
قرئ (لئلا) بكسر اللام وفتحها ، فمن كسر على القراءة المشهورة فعلى أصل اللام مع المظهر ، ومن فتح فلأن (أن) مع الفعل يشبه المضمر من حيث أنها لا توصف كالمضمر ، وحرف الجر يفتح مع المضمر ، فكذلك هذه اللام ، وهى لغة لبعض العرب ، وقد أنشدوا قول الشاعر :
١٦٧ ـ أريد لأنسى ذكرها فكأنّما |
|
تمثّل لى ليلى بكل سبيل (١) |
ففتحوا اللام على هذه اللغة ، لما ذكرنا. وفى (لا) وجهان.
أحدهما : أن تكون زائدة.
والثانى : أن تكون غير زائدة ، لأن قوله تعالى :
(يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ)
لئلا يعلم أهل الكتاب أن يفعل بكم هذه الأشياء ليبين جهل أهل الكتاب ، وأن ما يؤتيكم الله من فضله لا يقدرون على إزالته وتغييره.
__________________
(١) قال المبرد : «... والنحويون يقولون فى قوله جل ثناؤه (قل عسى أن يكون ردف لكم ، إنما هو ردنكم ، وقال كثير :» وذكر الشاهد ٢ ـ ٧١.