حاملا أسفارا ، وذهب الكوفيون إلى أن (يحمل) ، صلة لموصول محذوف ، وتقديره ، الذى يحمل. فحذف الاسم الموصول ، والبصريون يأبون جواز حذف الاسم الموصول ، وقد قدمنا ذكره.
قوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) (٥).
فى موضع ، (الذين) وجهان.
أحدهما : الرفع والجر ، فالرفع على تقدير حذف المضاف وتقديره ، بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا. فحذف (مثل) المضاف المرفوع ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، والجر على أن يكون (الذين) وصفا للقوم الذين كذبوا بآيات الله ، ويكون المقصود بالذم محذوفا ، وتقديره مثلهم.
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) (٨).
فى موضع رفع لأنه خبر (إن) ، وفى دخول الفاء وجهان.
أحدهما : أن تكون زائدة ، لأن الفاء إنما تدخل إذا وقعت فى خبر الذى ، وههنا لم تقع فى خبر الذى ، وإنما وقعت خبرا لموصوفها وهو الموت.
والثانى : أنها غير زائدة لأن (الذى) لمّا جرى وصفا لما وقعت خبرا عنه ، والوصف فى المعنى هو الموصوف ، جاز أن تدخل الفاء فى خبر الذى إذا وصل بفعل ، لما فيه من الإبهام ، فأشبه الشرط ، فدخلت فى خبر الفاء كما تدخل فى الشرط ، ويحتمل أن يكون (الذى تفرون منه) ، هو الخبر ، وتكون الفاء جوابا للجملة كقولك : زيد عالم فأكرمه.
قوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) (٩).
من ، بمعنى (فى) ، فى يوم الجمعة. ويقرأ (الجمعة) ، بضم الميم وسكونها وفتحها ، بالضم على الأصل ، والسكون على التخفيف ، والفتح على نسبة الفعل إليها كأنها تجمع