أحدهما : أنه قال : (جمع) ، لأن تأنيث الشمس غير حقيقى ، وإذا كان تأنيثها غير حقيقى ، جاز تذكير الفعل الذى أسند إليها.
والثانى : أنه لما جمع بين المذكر والمؤنث ، غلّب جانب المذكر على جانب المؤنث كقولهم : قام أخواك هند وزيد.
قوله تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) (١٢).
خبر (لا) محذوف وتقديره ، لا وزر هناك ، أى لا ملجأ. والمستقر ، مبتدأ وإلى ربك ، خبره.
قوله تعالى : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (١٤).
بصيرة ، فيه ثلاثة أوجه.
الأول : أن تكون الهاء فيه للمبالغة ، كعلّامة ونسّابة وراوية.
والثانى : أن حمل الإنسان على النفس ، فلذلك أنث (بصيرة).
والثالث : أن يكون أنث بصيرة لأن التقدير فيه ، بل الإنسان على نفسه عين بصيرة. فحذف الموصوف ، وأقيمت الصفة مقامه.
قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٢٣).
ناضرة من النضارة بالضاد. وإلى ربها ناظرة ، من النظر بالبصر بالظاء ، وفى هذه دليل على إثبات الرؤية ، لأن النظر إذا قرن بالوجه ، وعدّى بحرف الجر ، دل على أنه بمعنى النظر بالبصر. فقال : نظرت الرجل ، إذا انتظرته ، ونظرت إليه ، إذا أبصرته ، فأما قول الشاعر :
١٧٥ ـ وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن (١) ......
__________________
(١) لم أقف على صاحب هذا الشاهد.