يقرأ (زرع) بالرفع والجرّ ، مع رفع ما بعده ، وجر ما بعده.
فالرفع بالعطف على قوله : جنات ، وتقديره ، وفى الأرض قطع متجاورات ، وجنات وزرع ونخيل صنوان مجتمعة من أصل واحد ، وغير صنوان غير مجتمعة من أصل واحد.
والجرّ بالعطف على أعناب ، فتجعل الجنات من الزرع ، وهو قليل ، وقد جاء وصف الجنة بالإغلال. قال الشاعر :
أقبل سيل جاء من عند الله |
|
يحرد حرد الجنّة المغلّة (١) |
وقيل : إنه مجرور على الجوار ، وفى جوازه خلاف.
قوله تعالى : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٥).
العامل فى (إذا) (٢) فعل مقدر دل عليه معنى الكلام ، وتقديره ، أنبعث إذا كنّا ترابا. لأنّ فى قوله : (لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) دليلا عليه ، ولا يجوز أن يعمل فيه (كنّا) لأنّ (إذا) مضافة إليها ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، ولأنهم لم ينكروا كونهم ترابا ، وإنما أنكروا البعث بعد كونهم ترابا.
ومن جمع بين الاستفهامين فى (أئذا وأئنّا) فللتأكيد وشدة الحرص على البيان ، ومن اكتفى بأحدهما استغنى بما أبقى عمّا ألقى.
قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧).
أنت ، مبتدأ ، وخبره منذر.
__________________
(١) اللسان مادة (غلل) ـ والمغلة : إذا أتت بشىء وأصلها باق ، يحرد ، الحرد الجد والقصد ، وحرد الشىء منعه. وفى مادة (حرد) ذكر البيت وقال : يريد قصدها. وهو من شواهد خزانة الأدب ٤ ـ ٣٤١. ونسب إلى قطرب بن المستنير.
(٢) (إذ) فى أ ، ب.