١٣١١ ـ قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَ(١) عِنْدَكَ الْكِبَرَ) ـ ٢٣ ـ قرأ حمزة والكسائي بتشديد النون ، وبألف على التثنية ، لتقدّم ذكر الوالدين ، وأعاد الضمير في (أَحَدُهُما) على طريق التأكيد [كما قال (أَمُوتُ) ، ثم قال : (غَيْرُ أَحْياءٍ)(٢) على التأكيد] فتكون (أَحَدُهُما) بدلا من الضمير. وقوله تعالى : (أَوْ كِلاهُما) عطف على (أَحَدُهُما). وقيل : ثنّي الفعل ـ وهو مقدّم ـ على لغة من قال : قاما أخواك ، وكما ثبتت علامة التأنيث في الفعل المقدم عند جميع العرب ، فيكون (أَحَدُهُما) رفع بفعله على هذا القول ، و (أَوْ كِلاهُما) عطف على (أَحَدُهُما)(٣).
١٣١٢ ـ قوله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) ـ ٧ ـ معناه : وعد المرة الآخرة ، ثم حذف ، فهو في الأصل صفة قامت مقام موصوف ؛ لأن (الْآخِرَةِ) نعت ل «المرّة» ، فحذفت «المرّة» وأقيمت (الْآخِرَةِ) مقامها ، والكلام هو رد على قوله تعالى : (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) ـ ٤ ـ.
١٣١٣ ـ قوله تعالى : (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا) ـ ٧ ـ (ما) والفعل (٤) مصدر ، أي وليتبّروا علوّهم ، أي وقت علوّهم ، أي وليهلكوا ويفسدوا وقت (٥) تمكّنهم ، فهو بمنزلة قولك : جئتك مقدم الحاجّ ، وخفوق النجم ، أي وقت ذلك. [وقال الزجاج (٦) : معنى (ما عَلَوْا) ، أي وليدمّروا في حال علوّهم عليكم](٧).
١٣١٤ ـ قوله تعالى : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) ـ ٨ ـ (أَنْ) في موضع نصب
__________________
(١) في ح ، ظ ، د «يَبْلُغَنَّ» وهي قراءة الجمهور ، أما «يبلغان» فقراءة حمزة والكسائي وخلف. التيسير ص ١٣٩ ؛ والإتحاف ص ٢٨٢.
(٢) الآية : ٢١ من سورة النحل.
(٣) الكشف ٤٣/٢ ؛ والبيان ٨٨/٢ ؛ والعكبري ٤٩/٢.
(٤) في الأصل : «ما وعلوا».
(٥) في(ح ، ظ ، د ، ق) : «زمن».
(٦) معاني القرآن ٢٢٨/٣.
(٧) زيادة في الأصل ليست في باقي النسخ.