مضمرة بمعنى : ولكن كان ذلك رحمة من ربك. ويجوز في الكلام الرفع على معنى : ولكن هي رحمة (١).
١٦٦٦ ـ قوله تعالى : (بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) ـ ٥٨ ـ نصب «المعيشة» عند المازني على تقدير حرف جر محذوف ، معناه : بطرت في معيشتها (٢). وقال الفرّاء (٣) : هي نصب على التفسير ؛ وهو بعيد ، لأنها معرفة ، والتفسير لا يكون إلا نكرة [لتوقع المخاطب ما لم يعرفه](٤). وقيل : هي نصب ب (بَطِرَتْ) ، و (بَطِرَتْ) بمعنى : جهلت ، أي جهلت القرية ، أي أهل القرية ، شكر معيشتها ، ثم حذف المضاف.
١٦٦٧ ـ قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ) ـ ٦٨ ـ (ما) الثانية للنفي ، لا موضع لها من الإعراب. وقال [بعض العلماء] ، الطبريّ (٥) وغيره : هي في موضع نصب ب (يَخْتارُ) ؛ وليس ما قاله بحسن في الإعراب ، لأنّه لا عائد يعود على ما في الكلام ، وهو أيضا بعيد في المعنى والاعتقاد (٦) ، لأنّ كونها للنفي يوجب عموم (٧) جميع الأشياء [في الخير والشر](٨) ، أنها حدثت بقدر الله واختياره ، وليس (٩) لمخلوق فيها اختيار غير اكتسابه بقدر من الله له.
وإذا كانت (١٠) (ما) في موضع نصب ب (يَخْتارُ) ، لم تعمّ جميع
__________________
(١) تفسير القرطبي ٢٩٢/١٣.
(٢) تفسير القرطبي ٣٠١/١٣.
(٣) معاني القرآن ٣٠٨/٢.
(٤) زيادة في الأصل.
(٥) تفسير الطبري ١٠٠/٢٠.
(٦) في الأصل : «في المعنى وفي اعتقاد مذاهب أهل السنة».
(٧) في(ح) «أن تعم».
(٨) زيادة في الأصل.
(٩) في(ح ، ظ ، ك) : «وليس للعبد فيها شيء غير اكتسابه بقدر من اللّه».
(١٠) في(ح ، ظ ، ك ، ق) : «وإذا جعلت».