خطاب لأمّته ، فتقديره : فأقيموا وجوهكم منيبين إليه. وقال الفراء (١) : التقدير : فأقم وجهك ومن معك ، فلذلك قال : (مُنِيبِينَ).
١٦٩٧ ـ قوله تعالى : (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) ـ ٣٥ ـ «السلطان» يؤنث ويذكّر ، وهو جمع «سليط» كرغيف ورغفان. فمن ذكّره فعلى معنى الجمع ، ومن أنّثه فعلى معنى الجماعة.
١٦٩٨ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ـ ٣٦ ـ شرط ، وجوابه : (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) ، ف (إِذا) جواب بمنزلة الفاء ، لأنها لا يبتدأ بها ، كما لا يبتدأ بالفاء ، وإنما [لم] يبتدأ ب (إِذا) لأنها التي للمفاجأة ، ف (إِذا) التي فيها معنى الشرط غير التي للمفاجأة ، والتي للشرط يبتدأ بها ولا تكون جوابا للشرط ، و (إِذا) التي للمفاجأة لا يبتدأ بها ، فأشبهت الفاء ، فوقعت موقعها وصارت جوابا للشرط ، وقد تدخل [على] (إِذا) التي للمفاجأة الفاء في جواب الشرط ، وذلك للتأكيد ، فاعلمه.
١٦٩٩ ـ قوله تعالى : (كِسَفاً) ـ ٤٨ ـ من فتح السين جعله جمع «كسفة» مثل قولك : كسرة وكسر. ومن أسكن (٢) فعلى التخفيف. والهاء في قوله : (مِنْ خِلالِهِ) تعود على «السحاب» ، ويجوز أن تعود على «الكسف» ، لكنّه ذكّر كما قال تعالى : (مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ)(٣).
١٧٠٠ ـ قوله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٤٧ ـ (حَقًّا) خبر (كانَ) ، و (نَصْرُ) اسمها. ويجوز أن تضمر في (كانَ) اسمها ، وترفع (نَصْرُ) بالابتداء ، و (عَلَيْنا) الخبر ، والجملة خبر (كانَ). ويجوز في الكلام رفع «حق» على اسم (كانَ) ؛ لأنّه وصف ب (عَلَيْنا) ، وتنصب «نصرا» على خبر
__________________
(١) معاني القرآن ٣٢٥/٢.
(٢) قرأ بإسكان السين من «كسفا» ابن عامر بخلاف عن هشام ، وقرأ الباقون بفتحها. التيسير ص ١٧٥ ؛ والإتحاف ص ٣٤٨.
(٣) سورة يس : الآية ٨٠ ، وفي الأصل «من الشجر الأخضر ، وبقوله من خلله».