«الأكل» إلى «الخمط» جعل الأكل هو الثمر ، والخمط شجر ، فأضاف الثمر إلى شجره ، كما تقول : هذا ثمر نخل وعنب كرم. وقيل : لمّا لم يحسن أن يكون [الخمط نعتا للأكل ، لأن الخمط اسم (١) شجر بعينها ، ولم يحسن أن يكون] بدلا ؛ لأنّه ليس هو الأول ؛ ولا [هو] بعضه ، وكان الجنى والثمر من الشجر ، أضيف على تقدير «من» ، كقولك : هذا ثوب خز. فإمّا من نوّنه فإنه جعل «الخمط» عطف بيان على «الأكل» ، فبيّن أنّ الأكل لهذا الشجر الذي هو «الخمط» ، إذ لم يمكن أن يكون وصفا ، ولا بدلا ، فبيّن به أكل أي شجر هو (٢).
١٧٧٦ ـ [قوله تعالى : (لَيالِيَ وَأَيَّاماً) ـ ١٨ ـ هما ظرفان للسير. و «الليالي» جمع ليلة ، وهو على غير قياس ، كان أصل واحده «ليلات» ، فجمع على غير لفظ واحده ، مثلك ملاقح جمع ملقحة ، ولم تستعمل ملقحة ، وكذلك : «مشابه» جمع مشبهة ؛ ولم يستعمل].
١٧٧٧ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) ـ ٢٠ ـ من خفف (٣) «صدق» نصب (ظَنَّهُ) انتصاب الظرف ، أي : صدق في ظنّه. ويجوز على الاتساع أن تنصبه انتصاب المفعول به. وقيل : هو مصدر. فأمّا من شدّد (صَدَّقَ) فظنّه مفعول لصدّق [والتقدير : ولقد صدّق ظنّ إبليس](٤). ومن قرأ بتخفيف «صدق» ونصب (إِبْلِيسُ) ورفع «الظن» ، جعل الظن فاعلا ل (صَدَّقَ) ، ونصب (إِبْلِيسُ) لأنّه مفعول به ب (صَدَّقَ) ، والتقدير : ولقد صدق ظنّ إبليس إبليس ، كما تقول : ضرب زيدا غلامه ،
__________________
ـ بالتنوين. التيسير ص ١٨٠ ؛ والنشر ٣٣٦/٢.
(١) في(ح) : «أصل».
(٢) الكشف ٢٠٥/٢ ؛ والبيان ٢٧٨/٢ ؛ والعكبري ١٠٦/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢٨٦/١٤.
(٣) قراءة الكوفيين بتشديد الدال ، وقرأ الباقون بالتخفيف. التيسير ص ١٨١ ؛ والنشر ٣٣٦/٢ ؛ والكشف ٢٠٧/٢.
(٤) زيادة من نسخة(ح).