موضع رفع على الابتداء ، لأنه استفهام ، و «أَضْعَفُ» الخبر ، و «نٰاصِراً» نصب على البيان ، وكذا «عَدَداً» ، والجملة في موضع نصب ب «سيعلمون». فإن جعلت «مَنْ» بمعنى الذي كانت في موضع نصب بالفعل ، وترفع «أَضْعَفُ» و «أَقَلُّ» على إضمار هو ؛ ابتداء وخبر ، في صلة «مَنْ» إذا كانت بمعنى الذي ، ولا صلة لها إذا كانت استفهاما.
٢٣٦٣ ـ قوله تعالى : (عَذٰاباً) (١) ـ ١٧ ـ [مفعول ل «نسلكه»] ، أي : في عذاب ، يقال : سلكه وأسلكه ، لغتان بمعنى. وقد قرئ (٢) «نسلكه» بضم النون على : أسلكته في كذا.
٢٣٦٤ ـ قوله تعالى : (إِلاّٰ بَلاٰغاً) ـ ٢٣ ـ نصب على الاستثناء المنقطع. وقيل : هو نصب على المصدر ، على إضمار فعل ، وتكون «إِلاّٰ» على هذا القول منفصلة ، و «إن» للشرط ، و «لا» بمعنى «لم» ، والتقدير : «إنّي لن يجيرني من اللّه أحد ولن أجد من دونه ملتحدا» ؛ إن لم أبلّغ رسالات ربي بلاغا. والملتحد : الملجأ.
٢٣٦٥ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ) ـ ٢٣ ـ هذا شرط ، وجوابه الفاء ، وهو عامّ في كل من عصى اللّه ؛ إلا ما بيّنه القرآن من غفران الصغائر باجتناب الكبائر ، ومن غفران اللّه لمن تاب[وآمن]وعمل صالحا ، وما بيّنه النبيّ عليه السّلام من إخراج الموحّدين من أهل الذنوب من النار.
٢٣٦٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) ـ ٢٥ ـ «إِنْ» بمعنى «ما» ، و «قَرِيبٌ» رفع بالابتداء ، و «ما» بمعنى الذي ، في موضع رفع ب «قَرِيبٌ» ، وتسدّ مسدّ الخبر ، وإن شئت جعلتها خبرا ل «قَرِيبٌ» ، [و]الجملة في
__________________
(١) في الأصل : «نسلكه عذابا».
(٢) قرأ الكوفيون وعياش عن أبي عمرو : «يسلكه» بالياء ، والباقون «نسلكه» بالنون ، وروي عن مسلم بن جندب ضم النون وكسر اللام ، وكذلك قرأ طلحة والأعرج ؛ وهما لغتان : سلكه وأسلكه بمعنى ، أي ندخله. تفسير القرطبي ١٩/١٩ ؛ وانظر : الكشف ٣٤٢/٢ ؛ والنشر ٣٧٥/٢ ؛ والتيسير ، ص ٢١٥.