«ثِيٰاباً» بالابتداء ، و «عٰالِيَهُمْ» الخبر ، وفي «عٰالِيَهُمْ» ضمير مرفوع ، وإن شئت رفعته بالاستقرار ، ولا ضمير يكون في «عٰالِيَهُمْ» لأنّه يصير بمنزلة فعل مقدّم على فاعله. وإذا رفعت «ثِيٰاباً» بالابتداء ، ف «عٰالِيَهُمْ» بمنزلة فعل مؤخّر عن فاعله ، ففيه ضمير. ومن (١) أسكن الياء في «عٰالِيَهُمْ» رفعه بالابتداء ، و «ثياب» الخبر ، و «عال» بمعنى الجماعة ، كما قال تعالى : (سٰامِراً تَهْجُرُونَ) (٢) فأتى بلفظ الواحد ، يراد به الجماعة ، وكذلك[قال] : (فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ) (٣) إنما هو : أدبار[القوم] ، فاكتفى بالواحد عن الجميع.
ويجوز أن تكون «ثياب» رفعا بفعلهم ؛ لأن «عاليا» اسم فاعل ، فهو مبتدأ ، و «ثياب» فاعل ، ويسدّ مسدّ خبر «عٰالِيَهُمْ» ، فيكون «عال» على هذا مفردا ، لا يراد به الجمع ، كما تقول : قائم الزيدون ، فتوحد «قائما» لأنّه جرى مجرى[حكم]الفعل المتقدّم ، فوحّد إذ قد رفع ما بعده ، وهو مذهب الأخفش. و «عٰالِيَهُمْ» نكرة لأنّه يراد به الانفصال ؛ إذ هو بمعنى الاستقبال ، فلذلك جاز نصبه على الحال ، ومن أجل أنه نكرة منع غير الأخفش رفعه بالابتداء (٤).
٢٤٢٨ ـ قوله تعالى : (خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) ـ ٢١ ـ من خفض (٥) «خضرا» جعله نعتا ل «سندس». و «سندس» اسم للجمع ، وقيل : هو جمع ، واحده : «سندسة» ؛ وهو ما رقّ من الديباج. ومن رفعه جعله نعتا ل «ثياب». ومن رفع (٦) «وإستبرق» عطفه على «ثياب». ومن خفضه عطفه
__________________
(١) قرأ بإسكان الياء وكسر الهاء أبو جعفر ونافع وحمزة ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء. النشر ٣٧٩/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٨.
(٢) سورة المؤمنون : الآية ٦٧.
(٣) سورة الأنعام : الآية ٤٥.
٤) الكشف ٣٥٤/٢ ؛ ومعاني القرآن ٢١٨/٣ ؛ والبيان ٤٨٣/٢ ؛ والعكبري ١٤٩/٢ ؛ وتفسير القرطبي ١٤٥/١٩.
(٥) الخفض قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبي بكر ، وقرأ الباقون بالرفع. النشر ٣٧٩/٢ ؛ والتيسير ص ٢١٨.
(٦) قرأ الحرميان وعاصم بالرفع في «إستبرق» ، وخفضه الباقون. الكشف ٣٥٥/٢.