.................................................................................................
______________________________________________________
العبد ربّ العالمين والتوجّه إلى عزّه وذلّ نفسه ، وتمتاز الصلاة بذلك عن سائر العبادات ، حيث لا يكون لها هذه المرتبة من التذكّر والخشوع ؛ ولذا عبّر عن الصلاة بالذكر في قوله سبحانه : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ)(١).
وأمّا الجهة الثانية : فمن الظاهر أنّ ترتّب هذا الأثر على الصلاة الصحيحة في مقام الامتثال لا يلازم الجامع لها بين الأفراد الصحيحة في مقام التسمية بالمعنى المتقدّم ، فإنّ الناقص أيضا لو كان مأمورا به وكان امتثال أمره ببعض مراتب الامتثال المراعى فيها الخشوع والتذكّر بمحتواها ، لحصل لها هذا المنع أيضا.
وبالجملة فليس المترتّب على الصلاة في مقام التسمية إلّا شأنيّتها للخشوع والتذكّر بها ، وهذا الأثر يشترك فيه في مقام التسمية التامّة والناقصة ، ولا تترتّب الشأنيّة على خصوص التامّ ، كما ذكرنا.
وأما ما ذكر من كون «الصلاة معراج المؤمن» فلم يحرز وروده في خطاب الشارع ليقال إنّ ترتّب العروج على الصلاة الصحيحة يكشف عن جامع بينها ، وعلى تقدير وروده أيضا يجيء فيه ما تقدّم في قوله سبحانه : (الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)(٢) ، حيث إنّ عروج المؤمن عبارة أخرى عن ارتقاء نفسه إلى بعض المراتب الكماليّة ، كما لا يخفى.
وإن شئت البرهان على أنّه لا يمكن أن يكون في البين جامع ذاتي بين الأفراد الصحيحة ، فنقول : الأثر الوارد في الكتاب المجيد أو غيره يترتّب على ما يحصل
__________________
(١) سورة الجمعة : الآية ٩.
(٢) سورة العنكبوت : الآية ٤٥.