.................................................................................................
______________________________________________________
الفحشاء ، وما هو المراد منه أصلا.
وما قيل من أنّ لفظ الصلاة ليس موضوعا لجامع ذاتيّ مقوليّ ، ولا لجامع عنوانيّ ، وإنّما هو اسم لمرتبة من الوجود ، وتلك المرتبة سيّالة في جميع الصلاة الصحيحة (١) ، لا يمكن المساعدة عليه أيضا ؛ إذ لو أريد أنّ الصلاة اسم للأجزاء المشروطة والمقيّدة المتحقّقة ، فمن الظاهر أنّ ما في الخارج وجودات متعدّدة تندرج في مقولات مختلفة ، تجمعها وحدة اعتباريّة ، وليست مرتبة من الوجود ، وإن أريد أنّ مع الوجودات المتعدّدة وجودا آخر يحصل بتلك المتعدّدات وتكون وحدتها بذلك الوجود ، نظير مرتبة من قوّة جرّ الثقيل الحاصلة من العشرة رجال أو الخمس عشرة نسوة ، أو رجلين ، أو غير ذلك.
وبتعبير آخر : الملاك الملحوظ يحصل من كلّ من الصلاة الصحيحة المختلفة بحسب اختلاف الأشخاص والأحوال ، فمن الظاهر أنّ الملاك الملحوظ الواحد على تقدير وجوده غير محرز عند العرف فلا يمكن أن يكون نفس ذلك الملاك موضوعا له ، كما لا يمكن أن يكون الموضوع له ، ما هو دخيل في حصول ذلك الملاك ، فإنّه إن أريد ممّا هو الدخيل فيه عنوانه ، فيكون جامعا عنوانيا ، ولا يتبادر إلى الأذهان من لفظ الصلاة عنوان «الدخيل فيما هو ملاك عند الشارع» ، وإن أريد معنونه ، فقد تقدّم أنّ المعنون بذلك العنوان متعدّد ومختلف بحسب الحالات والأشخاص ، فيكون وضع اللفظ للمعنون من وضع العامّ والموضوع له الخاصّ.
وبالجملة ، لا يتصوّر معنى لا يكون من الجامع الذاتيّ ولا من الجامع العنوانيّ
__________________
(١) نهاية الأفكار : ١ / ٨٢.