فإنّ الشيء الذي له الضحك هو الإنسان ، وثبوت الشيء لنفسه ضروري. هذا ملخص ما أفاده الشّريف ، على ما لخصه بعض الأعاظم.
وقد أورد عليه في الفصول ، بأنّه يمكن أن يختار الشق الأول ، ويدفع الإشكال بأن كون الناطق ـ مثلا ـ فصلا ، مبني على عرف المنطقيين ، حيث اعتبروه مجردا عن مفهوم الذات ، وذلك لا يوجب وضعه لغة كذلك.
______________________________________________________
المشتق ، كالناطق والضاحك ، يكون التعريف بأمور ، فإنّ الناطق شيء له النطق والضاحك شيء له الضحك (١).
وناقش في ذلك السيد الشريف بأنّه لا يكون مفهوم المشتق مركبا ، فإنّه على تقدير كون معنى الناطق شيء له النطق لزم دخول العرض العامّ في الفصل وهو ممتنع ، فإنّ العرض لا يكون مقوّما للذات هذا فيما لو أريد بالشيء مفهومه وإن أريد به مصداقه ، لزم انقلاب القضية الممكنة إلى الضرورية ، فإنّ الجهة في قولنا (الإنسان كاتب) هي الإمكان ، وعلى تقدير دخول مصداق الشيء في معنى الكاتب يكون
مفاد القضية (الإنسان ، إنسان له الكتابة) وهذه قضية ضروريّة ؛ لأنّ ثبوت الشيء لنفسه يكون ضروريّا (٢).
أقول : لازم ما ذكره المحقّق الشريف عدم دخول الذات في معني المشتق ، حتّى بنحو الانحلال ، حيث إنّه لو انحل إلى الذات والشيء يلزم أحد المحذورين ، إمّا دخول العرض العامّ في الفصل ، أو انقلاب القضية الممكنة إلى الضرورية ، فليس السيد الشريف في تحقيقه ناظرا إلى أنّ مفهوم المشتق في بدو الانتقال إليه ، بسيط
__________________
(١) شرح المطالع : ص ١١ ط كتبى ، وص ٨ ط مكتبة مسجد أعظم.
(٢) حاشيته على شرح المطالع : ص ١١.