إرشاد :
لا يخفى أن معنى البساطة ـ بحسب المفهوم ـ وحدته إدراكا وتصورا [١] ، بحيث لا يتصور عند تصوره إلّا شيء واحد لا شيئان ، وإن انحل بتعمّل من العقل إلى شيئين ، كانحلال مفهوم الشجر والحجر إلى شيء له الحجرية أو الشجرية ، مع وضوح بساطة مفهومهما.
وبالجملة : لا ينثلم بالانحلال إلى الاثنينية ـ بالتعمّل العقلي ـ وحدة المعنى وبساطة المفهوم كما لا يخفى ، وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان بين المحدود والحد ، مع ما هما عليه من الاتحاد ذاتا ، فالعقل بالتعمّل يحلل النوع ،
______________________________________________________
وأمّا على تقدير كونه خاصّة ؛ فلأنّ الخاصّة خارجة عن الذات وذاتياتها كما في سائر العرضيّات ، فكيف تكون الذات بذاتياتها داخلة فيها؟
واستدل أيضا على بساطة معنى المشتق بمعنى عدم دخول الشيء في معناه مفهوما ومصداقا ، بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل زيد الكاتب ، مع أنّه يلزم التكرار من دخول الشيء في معنى الكاتب مفهوما أو مصداقا ، ولكن لا يخفى أنّ لزوم التكرار في المثال وما شابهه إنّما هو على تقدير أخذ مصداق الشيء في معنى المشتق ، وأمّا بناء على أخذ مفهومه فيه ، فالشيء المقيد بأنّ له الكتابة ليس تكرارا للإنسان ، نعم يلزم التكرار في مثل قول القائل «الماء شيء بارد بالطبع» كما لا يخفى.
[١] أقول : لا ريب في إمكان انحلال معنى المشتق بحسب التحليل العقلي ، فإنّه لا يقلّ عن مبدئه وعن سائر الجوامد كالانسان والحجر وغيرهما ممّا هو قابل للتحليل العقلي ، وإنّما الكلام في انحلال معنى المشتق إلى مفهوم الشيء أو مصداقه ، بحيث يكون مفهومه أو مصداقه جزءا لما ينحلّ إليه معناه. وأمّا من ذهب إلى بساطة معناه واستدلّ عليه بما تقدّم من المحقّق الشريف ، أو بأنّ الشيء معنى