.................................................................................................
______________________________________________________
قصد الحكاية عنها ، لا إلى نفس صورة الثبوت الخارجي أو لا ثبوته ، مع أنّه لا يحرز قصد الحكاية إلّا إذا أحرز أنّ المتكلّم شاعر يريد بكلامه تفهيم المعنى ، فليست الهيئة موضوعة لقصد الحكاية كما أنّها ليست موضوعة للثبوت الخارجي ـ أي نفس النسبة الخارجيّة ـ ليلزم أن لا يكون في مورد كذب المتكلّم استعمال أصلا. بل الموضوع له والمستعمل فيه للهيئة هي صورة النسبة الخارجيّة.
ولكن هذه الصورة ليس لها استقلال بل متدلية في أطرافها وخصوصية لها على نسق ما ذكرنا في معاني الحروف ، وقد أغمض في وضع الهيئات عن كون تلك الصورة في أفق النفس ، كما هو الحال في وضع الأسماء وغيرها ، ومعنى دلالة الهيئة على تلك النسبة انتقال تلك الصورة إلى ذهن سامع الهيئة في ضمن سماع أسامي الأطراف والمواد ، فإن كان غرض المتكلّم من إحضار تلك الصورة (التي تلاحظ مرآة للخارج) إرادة تفهيم فعليّة ذي الصورة مع قطع النظر عن الاستعمال المزبور كان ذلك إخبارا وإن كان غرضه حصول ذي الصورة بذلك الاستعمال والاحضار كان إنشاء.
وثانيا : إنّ ما ذكره قدسسره من أنّ الجملة الخبرية مفادها التصديق ، وتلك الصورة من قبيل التصور لا التصديق.
ففيه : أنّ الاعتقاد بثبوت شيء لشيء خارجا تصديق بالاصطلاح المنطقي ، وغير داخل في مدلول الجملة الخبرية بوجه ، والتصديق في مدلول الجملة الخبرية هو التصديق باصطلاح علماء الأدب ، وهو الدلالة على النسبة التي يصحّ سكوت المتكلّم عليها ، وهذا حاصل في استعمال الجملة الخبرية لا محالة فهو تصديق بالاصطلاح الأدبي ، وإن كان تصورا بالاصطلاح المنطقي.