عشر الذين تبجلهم الشيعة الامامية ، وتقول : بعصمتهم ، وبمعرفتهم بجميع الدين.
ولقد كان أبو جعفر اماما مجتهدا ، تاليا لكتاب الله ، كبير الشأن ، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه ، ولا في الفقه درجة أبي الزناد وربيعة ، ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب. » (١٨) وانحرف الذهبي عن الحق في تقديمه لابن كثير ، وأبي الزناد وربيعة وقتادة وابن شهاب على الامام فان هؤلاء الاعلام لا يقاسون بتلاميذه كزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وجابر بن يزيد الجعفي فان ما أثر عنهم من الفضل والعلم يفوق بكثير مما أثر عن ابن كثير وجماعته ، وقد كان قتادة قد خاصمه الامام واحتج عليه فولى منهزما لا يعرف ما يقول ، ولا يدري كيف يتخلص مما هو فيه ... ولكن الذهبي كان يملك ضميرا متحجرا مترعا بالكراهية والحقد على آل النبي (ص) وشيعتهم كما أعلن ذلك في كثير من بحوثه ، وما أبدع ما قيل فيه :
سميت بالذهبي
اليوم تسمية |
|
مشتقة من ذهاب
العقل لا الذهب |
قال محمد بن أبي بكر : المعروف بابن حماد دكين المتوفى سنة ( ٧٠٠ ه ) : « سيدنا الامام محمد بن الامام زين العابدين (ع) برز بالفضل في العلم والزهد ، والسؤدد ، وكان نبيه الذكر ، عظيم القدر ، جليل الشأن ، لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (ع) من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر ، روى عنه علماء الدين وبقايا الصحابة ووجوه التابعين ، ورؤساء فقهاء المسلمين ، وصار
__________________
(١٨) سير اعلام النبلاء ٤ / ٢٤١ من مصورات مكتبة الامام الحكيم.