أتينا مع علي (ع) فمررنا بموضع قبر الحسين (ع) فقال علي : هاهنا مناخ ركابهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد (ص) يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض (٢٢١) كما اخبر (ع) عن الاحداث التي تجري آخر الزمان ، وما يخترعه الانسان من الآلات والاجهزة الحديثة ، وسائر الوان التقدم التكنلوجي في العالم ، كل ذلك اخبر عنه الامام (ع).
ولم تقتصر هذه الظاهرة على الامام أمير المؤمنين (ع) وإنما شملت جميع أئمة اهل البيت (ع) فهذا الامام الصادق قد قال : للمنصور الدوانيقي تتلاعب بها ـ أي الخلافة ـ الصبيان من ولدك (٢٢٢) وقال عليهالسلام : لابن عمه عبد الله بن الحسن انه لا يلي الخلافة وإنما يليها السفاح ، وتحقق جميع ما أخبر به.
وقد اعترف ابن خلدون بهذه الظاهرة لأئمة أهل البيت (ع) يقول : « واذا كانت الكرامة تقع لغيرهم ، فما ظنك بهم علما ودينا ، وآثارا من النبوة ، وعناية بالاصل الكريم تشهد لفروعه الطيبة ، والشريعة قد قررت ان البشر محجوبون عن الغيب إلا من أطلعه الله عليه من عنده في نوم أو ولاية وقد وقع لجعفر وأمثاله من اهل البيت كثير من ذلك مستندهم فيه والله اعلم الكشف بما كانوا من الولاية ، فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة والكرامات الموهوبة » (٢٢٣).
أما الملاحم التي اخبر عنها الامام أبو جعفر فهذه بعضها.
__________________
(٢٢١) الرياض النضرة ٢ / ٢٢٢.
(٢٢٢) اثبات الوصية ( ص ١٨٢ ).
(٢٢٣) المقدمة ( ص ٢٣٢ ـ ٢٣٤ ).