وانصرف المنصور وهو جذلان مسرور قد صار على يقين بأن الملك سيؤل إليه ، وظلت مقالة الامام تراوده في جميع أوقاته فلما صارت إليه الخلافة تعجب من تنبأ الامام (٢٢٤).
ويقول الدوانيقي : كنت هاربا من بني أمية أنا واخي أبو العباس فمررنا بمسجد النبي (ص) ومحمد بن علي جالس ، فقال (ع) : لرجل إلى جانبه كأني بهذا الأمر قد صار الى هذين ، وأشار إلينا ، فجاء الرجل وأخبرنا بمقالته ، فملنا إليه وقلنا له : يا ابن رسول الله ما الذي قلت؟ فقال (ع) : هذا الأمر صائر إليكم عن قريب ولكنكم تسيئون إلى ذريتي ، وعترتي فالويل لكم (٢٢٥) فكان كما اخبر (ع) وقد اساء المنصور حينما ولى الخلافة إلى ذرية رسول الله (ص) وعترته ، فنكل بهم كأفظع ما يكون التنكيل وقد قاست عترة رسول الله (ص) في عهد هذا الطاغية من صنوف العذاب ما لم تقاسيه في عهد الامويين فقد كانت أيامه عليهم كلها محنة والما وعذابا.
٢ ـ ومما انبأ عنه الامام أبو جعفر (ع) أنه أخبر عن الحجر الأسود وانه يعلق في الجامع الأعظم في الكوفة (٢٢٦) وتحقق ذلك أيام القرامطة فقد اخذوه من الكعبة ، وجعلوه في جامع الكوفة باعتقادهم أن الحج يدور مداره ، وقد أرادوا ان يكون الحج إلى مسجد الكوفة وبقي فيه مدة تقرب من عشرين عاما ثم ارجع إلى مكانه.
٣ ـ ومن الملاحم التي أخبر عنها غزو نافع بن الأزرق إلى يثرب ،
__________________
(٢٢٤) جامع كرامات الأولياء ١ / ٩٧ ، الدر المسلوك مخطوط.
(٢٢٥) دلائل الامامة ( ص ٩٦ ).
(٢٢٦) اتعاض الحنفاء للمقريزي ( ص ٢٤٥ ).