وطار الخرساني فرحا وراح يقول :
« معكم يا ابن رسول الله؟ .. »
قال (ع) : « نعم ما أحبنا عبد إلا حشره الله معنا ، وهل الدين إلا الحب ، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (٣١٧).
٢ ـ وفد زياد الأسود على الامام أبي جعفر (ع) وقد قصده من مسافة طويلة ، ومكان بعيد ، وقد جهد في طريقه من كثرة السير حتى تشققت رجلاه فقال له الامام أبو جعفر :
« ما هذا يا زياد؟. »
فقال زياد : يا مولاي أقبلت على بكر لي (٣١٨) ضعيف فمشيت عامة الطريق ، وذلك إنه لم يكن عندي ما أشتري به مسنا وانما ضممت شيئا إلى شيء حتى اشتريت هذا البكر.
ورق الامام أبو جعفر (ع) على حاله ، وجرت دموع عينيه ، وقال له زياد : جعلني الله فداك ، اني والله كثير الذنوب مسرف على نفسي ، حتى ربما قلت : قد هلكت ، ثم اذكر ولايتي إياكم وحبي لكم أهل البيت فأرجو بذلك المغفرة ، فاقبل عليه الامام بوجهه وقال له بعطف وحنان :
« سبحان الله!! وهل الدين إلا الحب ، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٣١٩) وقال :
__________________
(٣١٧) عيون الاخبار وفنون الآثار ( ص ٢٢٦ ).
(٣١٨) البكر : الفتي من الأبل.
(٣١٩) سورة الحجرات : آية ٧.