بأبيه ، وكان اختياره وتنصيبه من قبل القادة الأتراك بغا الكبير وبغا الصغير وأتامش ، فبايعوه وكان عمره ٢٨ سنة.
ونتيجة تردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وضعف سلطة الخلافة في زمان المستعين ، ثار الكثير من العلويين مطالبين برفع الظلم عن كاهل أبناء الاُمّة وداعين إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله ، ومنهم الشهيد يحيى بن عمر ، والحسن بن زيد العلوي ، والحسين بن محمد بن حمزة ، ومحمد بن جعفر بن الحسن ، ولم تحدثنا كتب التاريخ والرواية عن أي شيء من الوقائع بين المستعين والإمام الهادي عليهالسلام لتدنّي سلطة الخلافة في عصره واستلام مقاليد الأمور بيد القادة الاتراك ، غير أنه لايخرج عن نهج الخلفاء العباسيين في حصار الإمام عليهالسلام والاساءة إلى شيعته بشكل عام والطالبيين بوجه خاص.
فقد ذكر المسعودي أن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبيطالب عليهالسلام ، حمله سعيد الحاجب من البصرة ، فحبس حتى مات ، وكان معه ابنه علي ، فلما مات الأب خلي عنه ، وذلك في أيام المستعين ، وجعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهالسلام ، قتله ابن الأغلب بأرض المغرب ، والحسن بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبيطالب ، قتله العباس بمكة (١).
في سنة ٢٥١ هـ شغب الأتراك على المستعين بعد قتل باغر التركي ، فهرب المستعين إلى بغداد مع وصيف وبغا الصغير ، ونزل دار محمد بن عبداللّه بن طاهر ، فعاث الأتراك بغيا وفسادا في سامراء ، وأخرجوا المعتز من سجن
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٤٢٩.