رغبات مادية كان لها الأثر في نفوسهم الضعيفة ، حيث تجمعت لديهم أموال طائلة من الحقوق المالية ، لأنهم كانوا من وكلاء الامام الكاظم عليهالسلام وخزنة أمواله في وقتٍ كان فيه الإمام عليهالسلام مودعاً السجن ، وبعد شهادة الامام عليهالسلام أبوا عن تسليم تلك الأموال لولده القائم بعده ، وتذرعوا بإنكار موته ، وادعوا أنه حيّ لم يمت ، وأصبح الوقف تيارا فكريا يتبناه بعض من لم تترسخ لديه مبادئ العقيدة الحقة ، فيقف على بعض الأئمّة عليهمالسلام ، وقد استغرقت هذه الفرقة مدة من الزمن تخللها المنازعات والخلافات حتى عدلوا عن مذهب الوقف إلى قول الحق ، فاعترف أكثرهم بإمامة الرضا عليهالسلام بعد أبيه الكاظم عليهالسلام ، وأخيراً انقرضت الواقفة ولم يبق لها أدنى أثر ، وقد صرح الامام الهادي عليهالسلام بكونهم كالنصاب ودعا أصحابه الى البراءة منهم.
روى الكشي عن محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهمالسلام : « أن الزيدية والواقفة والممطورة والنصاب بمنزلة عنده سواء » (١).
واهتدى كثير منهم على يد الامام الهادي عليهالسلام فتركوا الوقف وقالوا بامامته متأثرين بهديه وارشاده وكراماته ، ومنهم : صالح بن الحكم بياع السابري ، وأبو الحسن سعيد بن سهل البصري المعروف بالملاح ، وإدريس بن زياد (٢).
وهم الذين قالوا بإمامة عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق عليهالسلام بعد أبيه ، وتذرعوا بأن عبد الله كان أكبر ولد أبي عبد الله عليهالسلام ، وقد رجع أكثرهم بعد
__________________
(١) رجال الكشي : ٢٢٩ / ٤١٠.
(٢) راجع : المناقب / ابن شهر آشوب ٤ : ٤٠٧ ، اثبات الوصية / المسعودي : ٢٢٩.