مجتباة (١).
وقال الشيخ علي بن عيسى الاربلي : إذا قال بذّ الفصحاء ، وحير البلغاء ، وأسكت العلماء ، إن جاد بخل الغيث ، وإن صال جبن الليث ، وإن فخر أذعن كل مساجل ، وسلم إليه كل مناضل ، وأقر لشرفه كل شريف ، ... وإن ذكرت العلوم فهو موضح إشكالها ، وفارس جلادها وجدالها ، وابن نجدتها وصاحب أقوالها ، واطلاع نجادها وناصب أعلام عقالها (٢).
ولسنا نريد من خلال كلمات هؤلاء الأعلام أن ندخل في تقييم الإمام عليهالسلام لمجرد أنهم شهدوا له ، لأنّه عليهالسلام يختصّ من موقع إمامته بالدرجة الرفيعة عند اللّه ، ويتمتّع بملكات قدسية في جميع جوانب المعرفة والروحانية والصلاح والخلق الرفيع ، وهي التي جعلت هؤلاء العلماء وآخرين غيرهم يذعنون لعظم شخصيته ويظهرون له الإكبار والاحترام والثناء.
من هنا نأتي إلى ذكر نبذة من معالي الفضيلة وعناصر العظمة والملكات القدسية والخصال الروحانية التي تحلى بها الامام الهادي عليهالسلام من العلم والعبادة والزهد والكرم والشجاعة وغيرها من مناقبه الفذّة وخصاله الفريدة التي ورثها عن آبائه المعصومين وكما يلي :
بدت على الامام الهادي عليهالسلام مظاهر العلم والمعرفة منذ حداثة سنه ، فقد تميز كأبيه بالإمامة المبكرة ، لأنه أسند إليه منصب الامامة بكل ما تتطلبه من علم كامل بالشريعة وأحكامها وهو في سن الثامنة من عمره الشريف ، وتلك
__________________
(١) المناقب ٤ : ٤٠١.
(٢) كشف الغمة ٣ : ١٦٤.