وشهد له عليهالسلام من رجال البلاط وزير المعتمد عبيداللّه بن يحيى بن خاقان ت ٢٦٣ هـ الذي وصفه بالفضل والنبل والجزالة لابنه أحمد بن عبيداللّه ، وكان قد سأله عن الامام العسكري عليهالسلام ، فقال له : « يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبيك؟ فقال عبيداللّه بن خاقان : يابني ذاك إمام الرافضة ، ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا. فسكت ساعة ، ثم قال : ... ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً » (١).
وذكر ابن أبي الحديد عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ت ٢٥٥ هـ في تعداد صفاته وصفات آبائه المعصومين عليهمالسلام قوله : من الذي يعدّ من قريش أو من غيرهم ما يعدّه الطالبيون عشرة في نسق ، كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ؟ فمنهم خلفاء ، ومنهم مرشّحون : ابن ابن ابن ابن ، هكذا إلى عشرة ، وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام ، وهذا لم يتّفق لبيتٍ من بيوت العرب ولا من بيوت العجم » (٢).
وقال ابن شهرآشوب : كان عليهالسلام أطيب الناس مهجة ، وأصدقهم لهجة ، وأملحهم من قريب ، وأكملهم من بعيد ، إذا صمت عليه هيبة الوقار ، وإذا تكلم عليه سيماء البهاء ، وهو من بيت الرسالة والامامة ، ومقر الوصية والخلافة ، شعبة من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة ، وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة
__________________
(١) اصول الكافي١ : ٥٠٤ / ١ باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام من كتاب الحجة ، إكمال الدين : ٤٢ مقدمة المؤلف ، الارشاد٢ : ٣٢٢ ، روضة الواعظين : ٢٥٠ ، إعلام الورى ٢ : ١٤٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٧٨.